ان الذين كفروا من اهل الكتاب
وأم ا ع ل ت نا في اختيارنا ما اخترنا من التأويل في ذلك فهي أن قول الله جل ثناؤه إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون ع ق يب خبر الله جل ثناؤه عن مؤمني أهل الكتاب.
ان الذين كفروا من اهل الكتاب. يرى الجمهور أن أهل الكتاب هم اليهود والنصارى فقط دون غيرهم استنادا على الآية أ ن ت ق ول وا إ ن م ا أ نز ل ال ك ت اب ع ل ى ط ائ ف ت ي ن م ن ق ب ل ن ا و إ ن ك ن ا ع ن د ر اس ت ه م ل غ اف ل ين. إ ن ال ذ ين ك ف ر وا م ن أ ه ل ال ك ت اب و ال م ش ر ك ين ف ي ن ار ج ه ن م خ ال د ين ف يه ا أ ول ئ ك ه م ش ر ال ب ر ي ة 6 يخبر تعالى عن مآل الفجار من كفرة أهل الكتاب والمشركين المخالفين لكتب. ما يحب الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينـزل عليكم من خير من ربكم. وهو سبحانه لما ذكر أنه لابد من إرسال الرسل إلى الذين كفروا من المشركين وأهل الكتاب لتقوم عليهم الحجة بذلك ذكر بعد هذا أن أهل الكتاب الذين آمنوا بالرسل ما تفرقوا إلا من بعد ما جاءتهم.
أن ينـزل فنصب. في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البرية قرأ نافع وابن ذكوان بالهمز على الأصل في الموضعين من قولهم. وأولى الأقوال في ذلك بالصحة أن يقال. وأما المشركين 145 فإنهم في موضع خفض بالعطف على أهل الكتاب.
ه و ال ذ ي أ خ ر ج ال ذ ين ك ف ر وا م ن أ ه ل ال ك ت اب م ن د ي ار ه م لأ و ل ال ح ش ر م ا ظ ن ن ت م أ ن ي خ ر ج وا و ظ ن وا أ ن ه م م ان ع ت ه م ح ص ون ه م م ن. قوله تعالى إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين المشركين. لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين مفترقين في أمر محمد حتى تأتيهم البي نة وهي إرسال الله إياه رسولا إلى خلقه رسول من الله. فذلك مثال على الفريق الممدوح من أهل الكتاب ومثال المذموم منهم قوله تعالى.
وأما أن في قوله. القول في تأويل قوله تعالى. معطوف على الذين أو يكون مجرورا معطوفا على أهل.